في البداية اشكر لكم هذا المجهود الطيب في مساعدة من يحتاج لاستشارة جعله الله في موازيين اعمالكم ورفع به قدركم في الدنيا والاخرة.
انا ولله الحمد ملتزمة بصلاتي في وقتها احاول قدر استطاعتي عمل الطاعات التحقت مؤخرا بمركز وحلقة لتعليم الشريعة الاسلامية وتحفيظ القران ولكنني اعاني من مشكلة وهي قلة مراقبتي لذاتي وسرعة الضعف امام العادة السرية
حاولت كثيرا الابتعاد عنها ولكن افكر بأني سأفعل محرم اكبر منها(مشاهدة افلام او علاقة محرمة) ولذلك حاولت التقليل منها (مرة كل اسبوع او اسبوعان) ولكن اشعر باحباط ويأس بعدها
واشعر بأن الله عز وجل سيعاقبني ولم يقبل توبتي ولذلك انا مازلت افعلها فأرجو منكم مساعدتي في كيفية تقوية المراقبه لافعالي بداخلي جزاكم الله خيرا فكل مااقوم به من محاولات فاشلة
بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فأشكر الأخت المستشيرة طالبة رضا الله على ثقتها بهذا الموقع المبارك كما أشكر الأخوة القائمين على الموقع على إتاحة الفرصة لتقديم استشارة نافعة بإذن الله.. فأقول وبالله التوفيق..
أولا: أحيي فيك أختي الكريمة استقامتك على الطاعة ومحافظتك عليها والتحاقك بحلقات حفظ القرآن وتعلم العلوم الشرعية، وهذا دليل على حرصك وعلو همتك..
ثانيا: من رحمة الله تعالى بنا أنه يعلم ضعفنا وتقصيرنا ففتح لنا باب التوبة والاستغفار وقد ورد في الأثر أن الشيطان يقول: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار.
والله تعالى ذكر من صفات المتقين: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون" سورة آل عمران.
ثالثا: على المسلم أن يبتعد عما يذكر بذنبه وأن يبتعد عن المثيرات التي من حوله قال الله تعالى: "وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"
رابعا: مما يعين المسلم على ترك العادة السيئة إشغال وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع في أمور دينه ودنياه، ولا يطيل الجلوس في الحمام -أعزك الله- ولا يختلي بنفسه في غرفته ويحرص على عدم إغلاق الغرفة بالقفل.
خامسا: تذكري أن هذا الفعل قد يؤذي بكارتك، وقد يؤثر عليك بعد زواجك، وله آثار سيئة في المستقبل.
سادسا: أنصحك بقراءة كتاب للشيخ محمد المنجد بعنوان العادة السيئة.
سابعا: هذا الفعل محرم شرعا ولكنه صغيرة تكفره الأعمال الصالحة قال تعالى: "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات" سورة هود.. لكن الإصرار على الصغار قد يجعلها في مرتبة الكبائر.
ثامنا: مما يعينك على قوة مراقبتك لله تعالى أمور كثيرة منها:
1- تأمل أسمائه الحسنى: العليم، البصير، السميع، الخبير.
2- كثرة قراءة القرآن بتدبر ومن ذلك: "يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا" سورة النساء.
3- قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها.."
4- ترداد بعض الأبيات الشعرية:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
تاسعا: ألحي على الله بالدعاء أن يعصمك الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وأسأل الله لنا ولك أن يحفظ لنا ديننا إنه سميع مجيب.
الكاتب: الشيخ عمر بن عبد العزيز السعيد
المصدر: موقع المستشار